الخميس، 4 ديسمبر 2014

أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ !




بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



الحمد لله ربّ العالمين .



اللهمّ صلّ على سيدّنا محمّد وعلى آله وأزواجه وذريّته وأصحابه



وإخوانه من الأنبياء والمرسلين والصّدّيقين



والشُّهداء والصَّالحين وعلى أهل الجنّة وعلى الملائكة



وباركْ عليه وعليهم وسلّم كما تحبه وترضاه يا الله آمين.



في حديث الإفك وقبول توبة القاذف : ــ

حديث عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا
قَالَتْ عَائِشَةُ: { كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، إِذَا أَرَادَ سَفَرًا ، أَقْرَعَ بَيْنَ أَزْوَاجِهِ ، فَأَيُّهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا ، خَرَجَ بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا ، فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا ، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي ، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بَعْدَ مَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ ، فَكُنْتُ أُحْمَلُ في هَوْدَجِي ، وَأُنْزَلُ فِيهِ فَسِرْنَا ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ ، وَقَفَلَ ، دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ قَافِلِينَ ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ فَقُمْتُ ، حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ ، فَمَشَيْتُ ، حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي ، أَقْبَلْتُ إِلَى رَحْلِي ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي ، فَإِذَا عِقْدٌ لِي ، مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ ، قَدِ انْقَطَعَ فَرَجَعْتُ ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي ، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ ، قَالَتْ : وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ ، الَّذِينَ كَانُوا يُرَحِّلُونِي ، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي ، فَرَحَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي ، الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ عَلَيْهِ ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنِّي فِيهِ ، وَكَانَ النِّسَاءُ ، إِذْ ذَاكَ ، خِفَافًا ، لَمْ يَهْبُلْنَ ، وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ خِفَّةَ الْهَوْدَجِ ، حِينَ رَفَعُوه وَحَمَلُوهُ ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ ، فَسَارُوا ، وَوَجَدْتُ عِقْدِي ، بَعْدَ مَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ ، وَلَيْسَ بِهَا مِنْهُمْ دَاعٍ وَلاَ مُجِيبٌ ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ بِهِ ، وَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي ، فَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي ، غَلَبَتْنِي عَيْنِي ، فَنِمْتُ ، وَكَانَ : صَفْوَان بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ ، مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ ، فَعرَفَنِي حِينَ رَآنِي ، وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ ، حِينَ عَرَفَنِي ، فَخمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي ، وَوَاللهِ مَا تَكَلَّمْنَا بِكَلِمَةٍ ، وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً ، غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ ، وَهَوَى ، حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، فَوَطِىءَ عَلَى يَدِهَا ، فَقُمْتُ إِلَيْهَا ، فَرَكِبْتَهَا فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ ، حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ ، مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، وَهُمْ نُزُولٌ، قَالَتْ : فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ !! وَكَانَ الَّذِي تَوَلّى كِبْرَ الإِفْكِ : عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيِّ بْنَ سَلُولَ
!!؟؟؟

قَالَ عُرْوَةُ : (
أَحَدُ رُوَاةِ الْحَدِيثِ ): أُخْبِرْتُ : أَنَّهُ كَانَ يُشَاعُ ، وَيُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ ، فَيُقِرُّهُ وَيَسْتَمِعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ ، وَقَالَ عُرْوَة أَيْضًا: لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الإِفْكِ أَيْضًا إِلاَّ : حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ ، وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ ، فِي نَاسٍ آخَرِينَ ، لاَ عِلْمَ لِي بِهِمْ ، غَيْرَ أَنَّهمْ عُصْبَةٌ ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى ، وَإِنَّ كُبْرَ ذلِكَ يُقَالُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ ، قَالَ عُرْوَةُ : كَانَتْ عَائِشَةُ : تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ وَتَقُولُ : إِنَّه الَّذِي قَالَ : فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ ، وَعِرْضِي ، لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا ، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَصْحَابِ الإِفْكِ ، لاَ أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي ، أَنِّي لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ ، حِينَ أَشْتَكِي ، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ : كَيْفَ تِيكُمْ ثُمَّ يَنْصَرِفُ ، فَذلِكَ يَرِيبُنِي ، وَلاَ أَشْعُرُ بِالشَّرِّ ، حَتَّى خَرَجْتُ ، حِينَ نَقَهْتُ ، فَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطِحٍ ، قِبَلَ الْمَنَاصِعِ ، وَكَانَ مُتَبَرَّزَنَا ، وَكُنَّا لاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ نَتخِذَ ، الْكُنُفَ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا ، قَالَتْ : وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ ، فِي الْبَرِّيَةِ قِبَلَ الْغَائِطِ ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ ، أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا ـ قَالَتْ : فَانْطَلَقْتُ : أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ ، وَهِيَ ابْنَةُ أَبِي : رُهْمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّهَا بِنْتُ : صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ ، خَالَةُ : أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَابْنُهَا : مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ ، قِبَلَ بَيْتِي ، حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأنِنَا ، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ !!! فَقُلْتُ لَهَا : بِئْسَ مَا قُلْتِ : أَتَسُبِّينَ رَجُلاً شَهِدَ بَدْرًا ؟؟؟ فَقَالَتْ : أَيْ هَنْتَاهْ ، وَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ ؟؟؟ قَالَتْ : وَقُلْتُ : مَا قَالَ ؟؟؟ فَأَخْبَرَتْنِي : بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ ، قَالَتْ : فَازْدَدْتُ مَرَضًا عَلَى مَرَضِي !! فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : كَيْفَ تِيكُمْ ؟؟؟ فَقُلْتُ لَهُ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ ؟؟ قَالَتْ : وَأُرِيدُ : أَنْ أَسْتَيْقِنَ الْخَبَرَ ، مِنْ قِبَلِهِمَا ، قَالَتْ : فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ لاِمِّي : يَا أُمَّتَاهُ : مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ ؟؟ قَالَتْ : يَا بُنَيَّةُ : هَوِّنِي عَلَيْكِ ، فَوَاللهِ ، لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً ، عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا ، لَهَا ضَرَائِرُ ، إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا !!! قَالَتْ : فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللهِ أَوَ لَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بِهذَا ؟؟ قَالَتْ : فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، حَتَّى أَصْبَحْتُ ، لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، قَالَتْ : وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ، حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ ، يَسْأَلُهُمَا ، وَيَسْتَشِيرُهُمَا ، فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ !!! قَالَتْ : فَأَمَّا أُسَامَةُ : فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ ، وَبِالَّذِي يَعْلَمُ لَهُمْ ، فِي نَفْسِهِ ، فَقَالَ أُسَامَةُ : أَهْلَكَ وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا ، وَأَمَّا عَلِيٌّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ : لَمْ يُضَيِّقِ اللهُ عَلَيْكَ ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَسَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ !!! قَالَتْ : فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بَرِيرَةَ ، فَقَالَ : أَيْ بَرِيرَةُ : هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ ؟؟ قَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصهُ ، غَيْرَ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ ، تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا ، فَتأتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ !! قَالَتْ : فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، مِنْ يَوْمِهِ ، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ : عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ : مَنْ يَعْذِرُنِي ، مِنْ رَجُلٍ ، قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي ، وَاللهِ : مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا ، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلاً ، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلاَّ خَيْرًا ، وَمَا يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي ، قَالَتْ : فَقَامَ : سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ، فَقَالَ : أَنَا ، يَا رَسُولَ اللهِ : أَعْذِرُكَ ، فَإِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا ، مِنَ الْخَزْرَجِ ، أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ ، قَالَتْ : فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَتْ : أُمُّ حَسَّانَ بِنْتَ عَمِّهِ ، مِنْ فَخِذِهِ ، وَهُوَ : سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ ، قَالَتْ : وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحًا ، وَلكِنِ احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ ، فَقَالَ لِسَعْدٍ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ ـ لاَ تَقْتلُهُ !!!، وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ !!! وَلَوْ كَانَ مِنْ رَهْطِكَ ، مَا أَحْببْتَ أَنْ يُقْتَلَ !!! فَقَامَ : أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدٍ ، فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ : كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ ، لَنَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ ، تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ !! قَالَتْ : فَثَارَ الْحَيَّانِ ، الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ !!! قَالَتْ : فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، يُخَفِّضُهُمْ ، حَتَّى سَكَتُوا ، وَسَكَتَ ، قَالَتْ : فَبَكَيْتُ يَوْمِي ذَلِكَ كُلَّهُ ، لاَ يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ، قَالَتْ : وَأَصْبَحَ : أَبَوَايَ عِنْدِي ، وَقَدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ وَيَوْمًا ، لاَ يَرْقَا لِي دَمْعٌ ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، حَتَّى إِنِّي : لأَظُنُّ أَنْ الْبُكَاءَ ، فَالِقٌ كَبِدِي ، فَبَيْنَا أَبَوَايَ جَالِسَانِ عِنْدِي ، وَأَنَا أَبْكِي ، فَاسْتَاذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِن الأَنْصَارِ ، فَأَذِنْتُ لَهَا ، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي ، قَالَتْ : فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ ، دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا ، فَسَلَّمَ ، ثُمَّ جَلَسَ ، قَالَتْ : وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي ، مُنْذُ قِيلَ مَا قِيلَ ، قَبْلَهَا ، وَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا ، لاَ يُوحى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي بِشَيْءٍ ، قَالَتْ : فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، حِينَ جَلَسَ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ : إِنَّهُ بَلَغَنِي عِنْكِ كَذَا وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً ، فَسَيُبَرِّئُكِ اللهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرِي اللهَ ، وَتُوبِي إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ ، إِذَا اعْتَرَفَ ، ثُمَّ تَابَ ، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا قَضى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَقَالَتَهُ ، قَلَصَدَمْعِي ، حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً ، فَقُلْتُ لأَبِي : أَجِبْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِّي فِيمَا قَالَ ، فَقَالَ أَبِي : وَاللهِ : مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم !! فَقُلْتُ لأُمِّي : أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا قَالَ ، قَالَتْ أُمِّي : وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم !! فَقُلْتُ : وَأَنَا جَارِيَةٌ ، حَدِيثَةُ السِّنِّ ، لاَ أَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَثِيرًا : إِنِّي ، وَاللهِ : لَقَدْ عَلِمْتُ ، لَقَدْ سَمِعْتُمْ هذَا الْحَدِيثَ ، حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ ، وَصَدَّقْتُمْ بِهِ ، فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ : إِنِّي بَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِي ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ ، وَاللهُ يَعْلَمُ : أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ ، لَتُصَدِّقُنِّي ، فَوَاللهِ : لاَ أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلاً ، إِلاَّ أَبا يُوسُفَ ، حِينَ قَالَ : ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) ثُمَّ تَحَوَّلْتُ وَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي ، وَاللهُ يَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ ، وَأَنَّ اللهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي ، وَلكِنْ وَاللهِ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ ، أَنَّ اللهَ مُنْزِلٌ فِي شَأنِي وَحْيًا يُتْلَى ، لَشَأنِي فِي نَفْسِي ، كَانَ أَحْقَرَ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّم اللهُ فِيَّ بِأَمْرٍ ، وَلكِنْ كُنْتُ أَرْجُو ، أَنْ يَرَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللهُ بِهَا ، فَوَاللهِ : مَا رَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَجْلِسَهُ ، وَلاَ خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِنَ الْعَرَقِ ، مِثْلُ الْجُمَانِ ، وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ ، مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ ، الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فسُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
، وَهُوَ يَضْحَكُ ، فَكَانَتْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا ، أَنْ قَالَ : يَا عَائِشَةُ : أَمَّا اللهُ ، فَقَدْ بَرَّأَكِ

!!! قَالَتْ : فَقَالَتْ لِي أُمِّي : قُومِي إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : وَاللهِ ، لاَ أَقُومُ إِلَيْهِ !!!، فَإِنِّي لاَ أَحْمَدُ إِلاَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ! قَالَتْ : وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى : (
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ {11} لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ {12} لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ {13} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ {14} إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ {15} وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ {16} يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {17} وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {18} إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {19} وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ {20} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {21} وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {22} إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {23} يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ {25} الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {26} )* ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ هذَا فِي بَرَاءَتِي ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى : مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ ، لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ : وَاللهِ لاَ أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا ، بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ ، مَا قَالَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ : ( وَلاَ يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ .... ) إِلَى قَوْلِهِ ( ... غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : بَلَى وَاللهِ : إِنِّي لأُحِبُّ ، أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي ، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحِ النَّفَقَةَ ، الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : وَاللهِ لاَ أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، سَأَلَ : زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، عَنْ أَمْرِي ، فَقَالَ لِزَيْنَبَ : مَاذَا عَلِمْتِ ، أَوْ رَأَيْتِ ؟؟ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ : أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي ، وَاللهِ : مَا عَلِمْتُ إِلاَّ خَيْرًا ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي ، مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَعَصَمَهَا اللهُ بِالْوَرَعِ ، قَالَتْ : وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا : حَمْنَةُ ، تُحَارِبُ لَهَا ، فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَاللهِ : إِنَّ الرَّجُلَ ، الَّذِي قِيلَ لَهُ مَا قِيلَ ، لَيَقُولُ : سُبْحَانَ اللهِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بَيَدِهِ ، مَا كَشَفْتُ مِنْ كَنَفِ أُنْثى قَطُّ !!! قَالَتْ : ثُمَّ قُتِلَ ، بَعْدَ ذَلِكَ ، فِي سَبِيلِ اللهِ }(متفق عليه ) ، ( أخرجه البخاري في : 64 كتاب المغازي : 34 باب حديث الإفك ).

حديث عَائِشَةَ ، قَالَتْ : { لَمَّا ذُكِرَ ، مِنْ شَأْنِي ، الَّذِي ذُكِرَ ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فِيَّ خَطِيبًا ، فَتَشَهَّدَ ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ : أَشِيرُوا عَلَيَّ ، فِي أُنَاسٍ ، أَبْنُوا أَهْلِي ، وَايْمُ اللهِ : مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي مِنْ سُوءٍ ، وَأَبَنُوهُمْ بِمَنْ ، وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَطُّ ، وَلاَ يَدْخُلُ بَيْتِي قَطُّ ، إِلاَّ وَأَنَا حَاضِرٌ ، وَلاَ غِبْتُ فِي سَفَرٍ إِلاَّ غَابَ مَعِي!!! قَالَتْ : وَلَقَدْ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بَيْتِي فَسَأَلَ عَنِّي خَادِمَتِين فَقَالَتْ : لاَ وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا عَيْبًا ، إِلاَّ أَنَّهَا ، كَانَتْ تَرْقُدُ ، حَتَّى تَدْخُلَ الشَّاةُ ، فَتَأْكُلَ خَمِيرَهَا أَوْ عَجِينَهَا ، وَانْتَهَرَهَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : اصْدُقِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، حَتَّى أَسْقَطُوا لَهَا بِهِ ، فَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللهِ !! وَاللهِ مَا عَلِمْتُ عَلَيْهَا ، إِلاَّ مَا يَعْلَمُ الصَّائِغُ ، عَلَى تِبْرِ الذَّهَبِ الأحْمَرِ ، وَبَلَغَ الأَمْرُ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ ، الَّذِي قِيلَ لَهُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللهِ : وَاللهِ مَا كَشَفْتُ كَنَفَ أُنْثى قَطُّ !! قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُتِلَ شَهِيدًا فِي سَبِيلِ اللهِ }(متفق عليه ) ، ( أخرجه البخاري في : 65 كتاب التفسير : 24 سورة النور : 11 باب إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معانى بعض الكلمات :

[ ( ظفار ) وهي قرية باليمن ، ( هودجي ) الهودج مركب من مراكب النساء ، ( يهبلن ) لم يسمن ولم يكثر لحمهن وشحمهن ، ( باسترجاعه ) بقوله إنا لله وإنا إليه راجعون ، ( فخمرت ) غطيت ، ( بجلبابي ) الجلباب ثوب يغطي جسم المرأة ، ( فوطئ على يدها ) ليسهل ركوبها ولا يحتاج إلى مساعدة ، ( موغرين ) أي داخلين في وقت شدة الحر ، ( نحر الظهيرة ) صدر وقت الظهر وأوله ، ( يستوشيه ) يطلب ما عند المتحدث ليزيد منه ، ( عصبة ) جماعة ، ( كما قال الله تعالى ) أي كما ذكر في القرآن : أنهم عصبة دون تحديدهم ، بقوله تعالى : { إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم } / النور 11 / ، ( كبر ذلك ) متولي معظم حديث الإفك ومشيعه ، ( عرضي ) العرض هو موضع المدح والذم من الإنسان وقيل جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص أو ينال منه ، ( يفيضون ) يخوضون ، ( يريبني ) يشككني في حاله ، ( اللطف ) الرفق والإحسان ، ( تيكم ) اسم إشارة للمؤنث ، ( نقهت ) أفقت من المرض وصححت من علتي ، ( المناصع ) مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها واحدها منصع لأنه يبرز إليه ويظهر من نصع الشيء إذا وضح وبان ، ( متبرزنا ) مكان قضاء حاجتنا ، ( الكنف ) جمع كنيف وهو المكان المستور من بناء أو نحوه يتخذ لقضاء الحاجة ، ( قبل الغائط ) أي التوجه نحو مكان منخفض لقضاء الحاجة ، ( أي هنتاه ) يا هذه وقيل يا بلهاء لقلة معرفتها بمكايد الناس وشرورهم ، ( وضيئة ) حسنة جميلة من الوضاءة وهي الحسن ، ( كَثَّرْنَ عَلَيْهَا ) أكثرن القول الرديء عليها ، ( يرقأ ) يسكن وينقطع ، ( يضيق الله عليك ) أي تستطيع أن تطلقها وتتزوج غيرها ولم يقل ذلك عداوة ولا بغضا لها ولا شكا في أمرها إنما قاله إشفاقا على رسول الله صلى الله عليه و سلم لما رأى من انزعاجه بهذا الأمر فأراد اراحة خاطره وتسهيل الأمر عليه ، ( أغمصه ) أعيبها به ، ( الداجن ) الشاة التي تقتنى في البيوت وتلعف ولا تخرج إلى المرعى وقد تطلق على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيره ، ( يعذرني ) يقوم بعذري إن جازيته على قبيح فعاله وقيل ينصرني العذير الناصر ، ( رهطك ) جماعتك وقبيلتك ، ( قلص دمعي ) انقطع ، ( البرحاء ) الشدة التي كانت تصيبه عند نزول الوحي ، ( الجمان ) اللؤلؤ الصغار ، ( تحارب لها ) تطعن بي وتعاديني تعصبا لأختها لأني ضرة لها مع أن زينب نفسها أمسكت عن هذا وما قالت إلا خيرا رضي الله عنها وأرضاها ، ( الرجل ) المتهم وهو صفوان بن المعطل رضي الله عنه ، ( كنف أنثى ) ثوبها الذي يسترها وهو كناية عن عدم جماع النساء ومخالطتهن ] .

* [سورة النور].


رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَآمين


تنسيق عبد الله الراجي عفوه تعالى










أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق