الخميس، 25 سبتمبر 2014

محكمة الحق الإلهية





محكمة الحق الإلهية



إذا فسد القضاء وخاب الأمل في قاض الأرض وضاع الحق في الدنيا فالفصل في القضاء بين يدي الله في محكمة الحق الإلهية , فهناك يوم للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان . وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة والحكم النهائي البات .



{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } (المرسلات 11-: 15)
وفي هذا اليوم الويل لمن ظلم وبغي وتعدي وضيع حقوق المظلومين والضعفاء .
إذا ما الظلوم استوطأ الظلم مركباً ... ولج عتواً في قبيح اكتسابه

فكله إلى صرف الزمان وعدله ... سيبدو له ما لم يكن في حسابه
يوم الفصل ميقاتهم: يا أيها المظلوم صبرا{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ*يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (الدخان:41) {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا }(النبأ :17-18) يجتمع الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول الجاني والمجني عليه فتبلي السرائر وتظهر الحقائق ويعطي المظلوم حقه{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } (الأنبياء: 47)

تجتمع الخلائق للقضاء الحقوقاعة المحكمة يعلوها الصمت التام فلا يعلوا إلا صوت الحق {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} (طه : 108)
وليس هناك محامون إلا مِنْ عَمَلٍ صالح { يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (طه : 109)
والقاضي فيها يحكم بعلمه فلا يخفي عليه شيء { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ }(الحاقة :18)
ولا بد من إحضار المتهم فليس فيها حكم غيابي{ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }(الزمر: 16)

والجهة التنفيذية فيها{مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }(التحريم :6) والمتهم لا يستطيع الفرار {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ
لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}(طه : 111)

والمظلوم حتما يشفي الله غليله ويذهب غيظه { وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا }(طه : 112)

فالميزان حساس بمثقال الذرة ولا يضيع فيها حق ولا يتبدد ولا يسقط الحكم بالتقادم.



عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ وَاحِدٌ فِى الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِى النَّارِ فَأَمَّا الَّذِى فِى الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِى الْحُكْمِ فَهُوَ فِى النَّارِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِى النَّارِ » . رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وصححه الألباني وصححه العراقي



الأمر أخطر مما يتصوره البعض فليس الأمر خطأ وصواب أو ذنب وخطيئة بل هي جنة أو نار .

صيد الفوائد










محكمة الحق الإلهية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق